کد مطلب:142182 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:129

یزید بن زیاد بن مهاصر ابو الشعثا الکندی البهدلی
كـان یـزیـد رجـلاً شـریـفـاً شـجـاعـاً فـاتـكـاً فـخـرج إلی الحـسـیـن علیه السلام مـن الكـوفـة مـن قبل أن یتصل به الحر.

قـال أبـو مـخـنـف: لمـّا كـاتـب الحـر ابـن زیـاد فـی أمـر الحـسـیـن وجـعـل یـسایره، جاء إلی الحرّ رسول ابن زیاد مالك بن النسر البدی ثمّ الكندی، فجاء به الحـرّ وبـكـتـابه إلی الحسین كما یذكر فی ترجمة الحرّ وكما قصصناه. فعن مالك لیزید هذا، فـقـال یـزیـد: أمـالك بـن النـسـر أنـت؟ قـال: نـعـم، فـقـال له: ثـكـلتـك أُمـّك، مـاذا جـئت بـه؟ قـال: ومـا جـئت بـه؟ أطـعـت إمـامـی، ووفـیت ببیعتی! فقال له أبو الشعثاء: عصیت ربّك وأطعت إمامك فی هلاك نفسك، كسبت العار والنار، ألم تسمع قـول اللّه تـعـالی: (وجـعـلنـاهـم أئمـة یـدعـون إلی النـار ویـوم القـیـامـة لا یـنـصـرون) [1] فهرأ مالك [2] .


وروی أبو مخنف: أنّ أبا الشعثاء قاتل فارساً فلمّا عقرت فرسه؛ جثا علی ركبتیه بین یدی الحـسـیـن فـرمـی بـمـائة سـهـم مـا سـقـط مـنـهـا إلاّ خـمـسـة أسـهـم، وكـان رامـیـاً وكـان كلّما رمی قال:



أنا ابن بهدلة

فرسانِ العَرجلة



فـیـقـول الحـسـیـن علیه السلام: (اللهـمّ سـدّد رمـیـتـه، واجـعـل ثـوابـه الجـنـّة)، فـلمّا نفدت سهامه قام فـقـال: مـا سـقـط مـنـهـا إلاّ خـمـسـة أسـهـم، ثـمّ حـمـل عـلی القـوم بـسـیـفـه وقال:



أنا یزید وأبی مُهاصر

كأننی لیث بغیل خادر



یا رب إنّی للحسین ناصر

ولابن سعد تارك وهاجر [3] .



فلم یزل یقاتل حتّی قُتل رضوان اللّه علیه.

وفیه یقول الكمیت الأسدی:



ومال أبو الشعثاء أشعث دامیا

وأنّ أبا حجل قتیل مجحل



(ضبط الغریب)

ممّا وقع فی هذه الترجمة:

(هـرأ): الرجل بكلامه أكثر الخنا والخطأ به، فمعنی العبارة: أجابه مالك بجواب غیر لائق لخطائه وخناه. وربما صحفت الكلمة بهزا، فمعناها: أجابه مالك بكلام فیه سخریة.

(بـهـدلة): حـی مـن كـنـدة مـنـهـم یـزیـد هـذا. (العـرجـلة): القـطـعـة مـن الخـیـل وجـمـاعـة المشاة. (مهاصر): جدّه وهو بالصاد المهملة ویمضی فی بعض الكتب بالجیم وهو غلط من النسّاخ.



[1] سورة القصص: 41.

[2] تـاريـخ الطـبـري: 3: 309 بـتـفـاوت فـي النقل.

[3] تـاريـخ الطـبـري: 3: 330 بـتـفـاوت فـي النقل.